عملاء لحد نحن خونة يا غبطة البطريرك
د.نسيب حطيط
صرح البطريرك الراعي بمناسبة عيد المقاومة والتحرير أثناء زيارته لفلسطين المحتلة "آسف وأرفض أن ينعت هؤلاء (عملاء لحد) بالخونة، إنهم يحبون لبنان أكثر من المقيمين هناك" !!
طالب البطريرك الراعي الدولة والمجتمع الدولي والفاتيكان لإعادة هؤلاء "الضحايا" والمظلومين إلى وطنهم الذي هربوا منه طواعية والتحقوا بأسيادهم الصهاينة ... تجاوز البطريرك الراعي كل ما فعله هؤلاء في معتقل الخيام وعمليات القتل والخطف والقصف ضد أبناء وطنهم ... وهربوا وحملوا الجنسية الإسرائيلية.
يمكن تفهم موقف البطريرك الإنساني والديني، لكن ما لا يمكن فهمه تجاوزه لمآسي ضحايا هؤلاء العملاء وإنتهاكهم السيادة الوطنية ... لكن الرد جاء من العملاء أنفسهم الذين "خذلوا " البطريرك وأحرجوه عندما ناشدوا قيادة جيش الإحتلال الإسرائيلي بالسماح لهم للقتال ضد الفلسطينيين في غزة كي يذهب الجنود الصهاينة للراحة في بيوتهم ... لم تطلب إسرائيل علانية منهم ولن يؤثروا في سير المعارك وتغيير المعادلات ،لكنها العمالة والإرتزاق والنذالة التي تربوا عليها وهم يوصلون رسالتهم إلى البطريرك الراعي وإلى القوى السياسية التي تنادي بعودتهم ... "إفهموا إننا إسرائيليون إننا خونة وعملاء بل ومرتزقة ولسنا لبنانيين "... لسنا ضحايا بل جلادون متوحشون ... لكن لا بد من توضيح أسباب مبادرة هؤلاء العملاء للتطوع للقتال ضد الفلسطينيين (السنة) في غزة.. لقد أوعزت المخابرات الإسرائيلية إليهم للإعلان عن نيتهم بالقتال ضد غزة بالتزامن مع غزوة داعش لبلدة "عرسال" وبعد غزوة داعش في الموصل والتي كان من نتائجها الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية ضد المسيحيين والأقليات الدينية من اليزيديين والشبك والصائبة وكذلك مجازرهم ضد الشيعة والسنة غير المبايعين لهم.
كان هدف إعلان عملاء لحد تقديم التبريرات لداعش وأخواتها في لبنان للقيام بغزو القرى والمدن المسيحية كردة فعل على نصرة العملاء ونصرة لأهل غزة والثأر من المسيحيين الذين يقاتلون ضدهم، اي أن عملاء لحد يواصلون دورهم الخياني الذي بدأ في جنوب لبنان ودمر وأحرق وقتل وهجر المسيحيين من الجنوب بعدما هجر المسلمين وبالتكافل مع بعض القوى التي رفعت شعار فليحكم الأخوان.
إن التحالف الصهيوني – التكفيري لن يترك الساحة اللبنانية بعيدة عن النار الشاملة لتقويض الأمن والإستقرار في لبنان وضرب المقاومة من الداخل والذي سيطال الجميع بدون إستثناء.
أناشد غبطة البطريرك الراعي من منطلق الأخوة في الله وفي المواطنية لإتخاذ موقف واضح من هؤلاء العملاء والتمييز بينهم وبين النساء والأطفال ضحايا خطايا آبائهم ومسؤوليهم وأن تتبرأ الكنيسة من أفعالهم لأنهم يطعنون المسيحية في الصميم بإنحرافهم عن تعاليم السيد المسيح (ع) كما انحرفت داعش وأخواتها عن سنة رسول الله (ص) وطعنت الإسلام والمسلمين.
بإسم الشهداء الذين قاوموا وبإسم المعذبين في معتقل الخيام والمفقودين وضحايا جرائم عملاء لحد، أتمنى أن تبادر الكنيسة لإتخاذ الموقف الديني والأخلاقي المناسب وأن تبادر الأجهزة الرسمية بعدما أعلن العملاء عن أسمائهم وإنتمائهم الصهيوني وحملهم الجنسية الإسرائيلية لإسقاط الجنسية اللبنانية عنهم وتطبيق القوانين المرعية الإجراء عليهم وعلى ممتلكاتهم وأتمنى على بعض القوى السياسية المطالبة بالعفو عن هؤلاء أن تميز بين البريء والعميل بين الموقف الإنساني والموقف الوطني .
أننا لن نتنازل عن دماء شهدائنا وعن حقنا الوطني بالمقاومة وعندما تتقاعس الدولة والأحزاب عن دورها الوطني فأنها تفتح الطريق أما الآخرين لاسترداد حقهم بأيديهم وعلى طريقتهم مع ما يرافقها من فوضى وأخطار ونحن لا نريد ذلك .. لكننا لن نسكت عن المطالبة بمحاسبة الخونة والعملاء .. الذين أعادوا تذكير غبطة البطريرك ...بأنهم خونة وعملاء وأنذال على درب يهوذا الخائن للسيد المسيح(ع) مقابل ثلاثين من الفضة... وكلاهما من كفرناحوم العملاء ويهوذا !!